تعزيزا للنقاش العمومي حول قضية التعليم بالمغرب، ينظم مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية – مدى بشراكة مع كلية العلوم ابن مسيك بالدارالبيضاء ومنتدى جسور للدراسات والنشر والتدريب، ندوة علمية تحت عنوان: “التعليم في المغرب: الأزمات المتفاقمة و الحلول الممكنة”، يوم الثلاثاء 25 دجنبر 2018 ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا بالمدرج رقم 8 برحاب كلية العلوم ابن مسيك، وذلك بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين والمهتمين بالموضوع. وفيما يلي أرضية اللقاء:
ظلت المسألة التعليمية في المغرب من القضايا المحورية التي تعيد إنتاج تساؤلات محرقة لها تداعيات على مختلف مناحي الحياة الاجتماعية. فرغم كل الإصلاحات المتوالية في الحقل التعليمي، إلا أن قضية التعليم المغربي ظلت قادرة على إعادة توليد مظاهر قصور مزمنة عبرت عنها وضعية أجيال متعاقبة، وجدت صعوبة على مستوى دمج المعرفة التعليمية في مجريات الحياة الاجتماعية والمهنية.
رغم أن ازدهار سوق الشغل مشروط باستقطاب الاستثمارات وتوطينها في الاقتصاد الوطني، إلا أن جزء من مسؤولية انكماش سوق الشغل تتحمله المنظومة التعليمية التي يقع على عاتقها المساهمة في رفع إنتاجية الاقتصاد الوطني، وتحسين تنافسيته العالمية عن طريق تطوير المناهج التعليمية المواكبة للتحولات العالمية، وتجويد التحكم في اللغات الأجنبية في صفوف المتعلمين.
ما فتئت المسألة اللغوية في الحقل التعليمي مطروحة بحدة، نظرا للتناقضات اللغوية التي تكتنف المنظومة التعليمية بين التعليم” الخصوصي” والتعليم ” العمومي”؛ ففي التعليم “العمومي” الدراسة تكون باللغة العربية إلى حدود المرحلة الثانوية، ثم تصبح باللغة الأجنبية في الجامعة، ما ينتج تداعيات على مستوى التحصيل الدراسي وقابلية إتمامهم المسار التعليمي في الجامعة المغربية، وكذا الحصول على فرصة عمل في سوق شغل يعلي من شأن لغة أجنبية واحدة.
تنتج التعددية اللامتكافئة التي يعرفها الحقل التعليمي المغربي فئة عريضة من المغاربة الذين يجدون أنفسهم في وضعية اغتراب هوياتي، نظرا لضعف معرفتهم باللغات المحلية، وثقافة المجتمع المغربي وتاريخه، رغم أنهم مؤهلون أكثر من غيرهم للوصول إلى المناصب العليا ومراكز القرار، وهو ما يستدعي مساءلة شعار تكافؤ الفرص الذي ترفعه المدرسة المغربية، في ظل تعددية تعليمية تعيد إنتاج نفس “التراتبية الاجتماعية” في صفوف المتعلمين.
– أسئلة التوحيد والتعدد في التعليم المغربي
– تدبير المسألة اللغوية في المدرسة المغربية
– العلاقة التبادلية بين التعليم المغربي وسوق الشغل
– التعليم المغربي كخدمة عمومية