أرضية اليوم الدراسي
سؤال المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بالمغرب
تقود مساءلة الظاهرة الانتخابية بالمغرب على ضوء المشاركة السياسية إلى رصد مختلف المحددات الفاعلة في السلوك الإنتخابي للمغاربة، وفهم مأزق المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية في سياقه العالمي والإقليمي والوطني. فإذا كانت الاستحقاقات الانتخابات محطات سياسية جوهرية من أجل الاختيار والتقرير في الشأن العام عن طريق التصويت الانتخابي، فإن مشروعية الانتخابات تقوم على المشاركة السياسية الفاعلة للأفراد عن طريق اختيار ممثليهم في المؤسسات الرسمية، وهي بهذا المعنى تشكل وسيلة بواسطتها يمارس المواطن سيادته الوطنية.
أنتجت المحطات الانتخابية في تاريخ المغرب أشكال من المشاركة السياسية لا تقتصر بالضرورة على التصويت الانتخابي، حيث ظلت المشاركة الانتخابية قائمة على السلطة التقديرية للفاعلين في الحقل السياسي. فتصور الفاعل السياسي والأفراد للمشاركة في الانتخابات له ارتباط وثيق بالمناخ السياسي الدولي والإقليمي والوطني؛ فالتقلبات التي تعتري المناخ السياسي لها تداعيات مباشرة على حجم وطبيعة المشاركة السياسية في المسار الإنتخابي. وبالتالي فكل فهم لطبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات المغربية يتطلب إدراك التحولات الداخلية والخارجية التي تسهم في تشكيل الظاهرة الانتخابية.
إذا كانت التحولات العالمية التي اجتاحت مختلف المجتمعات قد ولدت حالة من الوعي الإنساني التي تميل إلى “الفردانية”، فإن المشاركة السياسية للإنسان المعاصر في الاستحقاقات الانتخابية تشكل اليوم مأزقا يسري في المجتمعات المعاصرة، نظرا لنزعةٍ فردانية غير مبالية بالشأن السياسي اخترقت الوعي الإنساني، وجعلته يعلي من شأن الاهتمام الفردي على حساب الاهتمام بالشأن العام، وتقهقر الحضور الفعال لمشاركة الأفراد في القرارات الكبرى التي ترهن حياتهم في الحاضر والمستقبل، وهو ما يقود إلى إعادة التفكير الفلسفي في مفهوم الديمقراطية وتأويلاته التي يقوم عليها الفعل الإنتخابي والبناء السياسي للمجتمع، وقدرة التأويلية المعاصرة للديمقراطية وأشكالها على الإستجابة للتطلعات السياسية التي يحملها الإنسان المعاصر.
مادامت التحولات الكونية التي شابت الوعي الإنساني قد خلفت تداعيات على المشاركة السياسية للإنسان المعاصر في المحطات الانتخابية، فإن السياق الإقليمي للمغرب المتسم بما يسمى ب”الربيع العربي”، أصاب الوعي السياسي بخيبة أمل في التغيير المنشود، نظرا لاصطدام التطلعات المرغوب فيها ببنيات سياسية متصلبة، وصعود قوى سياسية محافظة أعادت إنتاج السلطوية، وهو مناخ سياسي خلف مجددا فقدان للثقة في المؤسسات السياسية، وإحتمال تسجيل محدودية على مستوى المشاركة السياسية في المحطات الانتخابية المقبلة.
يجري الاستعداد للانتخابات المقبلة بالمغرب في ظل تصويت البرلمان المغربي على تعديل يخص “القاسم الإنتخابي” باعتباره آلية انتخابية تقوم على احتساب المقاعد المتنافس بشأنها بناء على عدد المسجلين في الدوائر الانتخابية بدل عدد المصوتين التي حكمت النظام الإنتخابي السابق، وهو تعديل وضع السلوك الانتخابي في وجه مفارقة تجسيد “إرادة المجتمع” عن طريق تفعيل المشاركة الانتخابية وتحقيق ما يسمى ب”العدالة الانتخابية” الرامية إلى المحافظة على التعددية الحزبية في التمثيل الانتخابي. فإذا كانت آلية القاسم الانتخابي خلفت جدلا في الحقل السياسي بين الفاعلين الحزبيين، فإن الجدل اقتصر على النتائج الانتخابية، ولم يمتد لمساءلة تداعيات القاسم الانتخابي على تحفيز المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية.
يستوجب فهم طبيعة المشاركة السياسية في الانتخابات المغربية إدراك الثقافة السياسية التي تحكم السلوك الإنتخابي المغربي باعتبارها ثقافة محايثة للبينات التقليدية التي تعلي من شأن الإنتماءات الجغرافية والقبلية والعائلية للمرشحين في الانتخابات، إضافة إلى استمرارية ثقافة سياسية مجتمعية وحزبية ذات طابع ذكوري، تصد ولوجية المرأة للحقل السياسي سواء في الترشيح أو التصويت الانتخابي، وهو ما يفتح المجال للتفكير في المحددات الثقافية التي توجه أشكال المشاركة السياسية للمغاربة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة .
محاور اليوم الدراسي حول سؤال المشاركة السياسية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة :
- المحور الأول : معـــضلة المشاركة الانتخابية في المجتمــعات المعاصرة
- المحور الثاني : التحولات الإقليمية و المشاركة الانتخابية
- المحور الثالث : تعديل القوانين الانتخابية وتحديات المشاركة السياسية
- المحور الرابع : الثقافة السياسية والمشـاركة الانتخابـية
شروط المشاركة في اليوم الدراسي :
- إرسال ملخصات الأوراق البحثية رفقة السيرة الذاتية إلى اللجنة العلمية قبل 27 أبريل 2021م
- إعلان نتائج انتقاء الملخصات البحثية يوم 30 أبريل 2021م
- التوصل بالأوراق البحثية النهائية قبل 15 ماي 2021م
ترسل الملخصات على البريد الإلكتروني التالي : [email protected]
نشر الأوراق البحثية :
- تنشر الأوراق البحثية المقدمة في اليوم الدراسي ضمن عدد خاص في المجلة البحثية “رهانات” الصادرة عن مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية (مدى).
- يعمل مركز (مدى) على نشر فيديوهات مداخلات المشاركين في القناة الإلكترونية للمركز وعلى صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي.
اللجنة العلمية المشرفة على اليوم الدراسي :
– حياة الدرعي، مديرة مركز الدراسات و الأبحاث الإنسانية (مدى)، حاصلة على دكتوراه في التواصل السياسي.
– محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، ومدير مختبر الأبحاث القانونية وتحليل السياسات بجامعة القاضي مراكش.
– محمد منار باسك، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي مراكش.
– أكضيض زكرياء، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاضي عياض مراكش.