يستعرض الكتاب بصورة مفصلة مختلف مناهج العلوم الإنسانية، التي تم اعتمادها في دراسة الظاهرة التأصيلية، محللا مظاهر القوة أو الضعف في كل منها، وأشكال المواءمة الممكنة فيما بينها، لدراسة هذه الظاهرة في أبعادها التاريخية، السياسية، الثقافية…من خلال قراءة منهجية نقدية، حاولت أن تلائم مناهج العلوم الإنسانية، التي تلونها الخصوصية الغربوية في أحيان كثيرة، مع طبيعة موضوع علم الإسلاميات المعاصرة، حيث يتداخل الكوني بالمقدس، المشخص بالسياسي التراثي بالمعاصر…
إن هذا العمل كما يصرح مؤلفه في المقدمة اختار الاهتمام بالظاهرة التأصيلية فيما هو معرفي:
“انكباب هذه الدراسة على الظاهرة التأصيلية المعاصرة، وإن جاء في توقيت أصبحت تطغى فيه، في كثير من الأحيان، المقاربات السياسوية لهذه الجماعات، على الاعتبارات العلمية، فقد حاولت أن أسير عكس هذا التيار، وأن أولي الاهتمام لما هو معرفي، سواء فيما يتعلق بإشكالية المصطلح –التسمية- أو للمقاربة العملنجتماعية، لفهم ولتمثل العوامل التي تقف وراء الظاهرة كما هي عليه، أو تحليل خصائص الظاهرة ورسم بعض ملامحها الأساسية من خلال نماذج معبرة.”