afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

دعوة للاستكتاب: خطابات الهوية في المجتمع المغربي: الدولة والسياسة والمجتمع

 

الأرضية

يحظى التفكير العلمي في خطابات الهوية بأهمية بارزة على مستوى فهم الانسان المغربي في علاقته بذاته وبالآخر المختلف. فالهويات مدخل لفهم الثقافات الفرعية ومؤسساتها الاجتماعية الفاعلة، والتنوع الذي يسم سلوكات الافراد في وضعيات مماثلة، وإدراك تداعيات خطابات الهوية على الوعي الجمعي في الحياة اليومية، وكيفية تحول الهويات إلى تصورات ايديولوجية؛ تترافع عن مكانتها الاجتماعية والسياسية في دستور الدولة، ومساءلة قدرة الدولة كفاعل سياسي على استيعاب تعددية الهويات الثقافية وتدبير التنوع الثقافي من اجل تحقيق العيش المشترك.

ساهمت العلوم الاجتماعية نهاية القرن التاسع عشر في اكتشاف المغرب الذين كان حينها مجهولا بالنسبة للأوروبيين، ورصد هوياته المختلفة بغرض التمهيد للمشروع الاستعماري؛ إذ توجهت الأنثروبولوجيا الاستعمارية إلى دراسة بنيات المجتمعات المُستعمَرة لفهم مقوماتها ونُظُمها السياسية التقليدية وكيفية تشكيلها للزعامات المحلية، وتحديد الخصائص الهوياتية التي تمحورت حول القبيلة والزاوية كمؤسسات تقليدية فاعلة في البنيات الاجتماعية آنذاك، والتي قادت دراساتها العلمية من طرف المستعمر الفرنسي إلى فهم خريطة الهويات الثقافية، وتجنيبه مخاطر ردات فعلها غير المتوقعة.

في إطار فهم الهويات بالمغرب، تطرق إدموند دوتي (1869-1926) Edmond Doutté عبر رحلاته الاستكشافية إلى الهويات التي تنتجها مؤسسات الزوايا المغاربية، مبرزا مسارات انتاج ظاهرة الصلحاء كزعماء محليين واصنافهم، وامتدادات سلطتهم السياسية في المجتمعات المغاربية، وكذا ادوارهم القضائية والطبية والأمنية، وهي دراسة أنجزها إدموند دوتي لتوفير معرفة علمية حول الهويات الثقافية ووظائفها المضمرة والعلنية بغرض الإعداد لإدماج المغرب في دائرة التأثير الفرنسي.

تقدم الهوية نفسها باعتبارها حاملة لوظيفة تصنيفية تحدد الآخر المطابق والمختلف، الصديق والعدو، القريب والبعيد، المعلوم والمجهول. وبناء على تصنيفية الهوية، قامت الحركة الوطنية بتجاوز التصنيفات الهوياتية القائمة على الولاءات المحلية -القبلية او الزاوياتية أو القرابية- نحو تشكيل هوية جماعية قائمة على الولاء للوطن والاسلام واللغة العربية. وبهذا التصنيف وضعت الحركة الوطنية المستعمر في خانة العدو، وتبنت عبر هويتها الوطنية مختلف أشكال مقاومة تواجده. في المقابل، استثمر المستعمر الفرنسي في دعم تنوع الهويات الثقافية، واستخدامه السياسي لهذا التنوع  من أجل التفرقة بين العرب والامازيغ في المجتمع المغربي.

إذا كانت الهويات تتحدد في المجتمع المغربي عن طريق عناصر مشتركة كاللغة والدين والعرق والعادات، فإنها ظلت حاملة لأبعاد داخلية ترسيها القبيلة والزاوية وأنظمة القرابة، وأبعاد خارجية ينتجها تمدد وخفوت التصورات الايديولوجية لدى الوعي الجمعي. ويعتبر المجتمع المغربي من المجتمعات التي تعرف هوياته الثقافية تداخلا بين الداخلي والخارجي؛ إذ أضمرت الهويات الداخلية حضورها العلني وظلت في حالة كمون ثقافي في سياق صعود الأيديولوجيات الشمولية –القومية، اشتراكية، ليبرالية…- التي كبحت فعالية الهويات الثقافية لصالح الاعتقاد في الهويات الكليانية أو مشروع الجماعة/الأمة المتخيلة، وبالتالي قدمت تصورات أيديولوجية اعتبرت الهويات عائقا في وجه التقدم الانساني.

في سياق خفوت فعالية الهويات الكليانية وقدرتها على التعبئة الجماهيرية في المجتمعات المعاصرة، فإن الوعي السياسي توجه للتخفيف من حدة الشعارات الكبرى المتولدة عن الاعتقاد في تصور الدولة-الأمة والوهم الوحدوي الذي أهمل التنوع الثقافي، وبالتالي إعادة استدعاء الهويات في إطار تصور الدولة الوطنية الذي يقوم على تدبير التنوع الثقافي بدل الاستناد على الهوية الأحادية. وهذا المنعطف لا يمكن فهمه دون إدراك كيفية أدلجة الهويات كما طرحها الباحث حسن رشيق، وتحويلها إلى حركات اجتماعية وتعبيرات احتجاجية ذات طبيعة دفاعية تهدف إلى المحافظة على استمراريتها، وإعادة الاعتبار لمكانتها في البناء الاجتماعي والسياسي، وهو ما يفهم من انتقاد الحركة الأمازيغية بالمغرب لأحادية اللغة والثقافة في الهوية القومية العربية.

لا تشكل العودة لخطاب الهويات في المجتمع المغربي قطيعة نهائية مع الهويات الكليانية، وإنما إعادة تشكيل لتراتبية تفضيلية ذات بعد علمي؛ تجعل الانسان المغربي قادرا على استدعاء رصيده الهوياتي حسب سياقاته الاجتماعية، وما تستوجبه من أفعال اجتماعية. فالهويات لا تقتصر على الوظيفة التصنيفية للأفراد بناء على محددات اللغة والدين والقرابة…إلخ، وإنما لها وظيفة عملية تكمن في تحديد ما ينبغي فعله وما ينبغي تجنبه في العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لم تعد تقتصر على العالم المادي، بل امتدت إلى العالم الرقمي الذي استطاع استيعاب الهويات ووظائفها التصنيفية والعملية والأيديولوجية.    

رغم أن الهويات فقدت بنياتها التقليدية القرابية والقبلية والعرقية والزاوياتية، غير أن وظيفتها العملية كبنيات ذهنية مازالت تسري في مختلف مفاصل الحياة الاجتماعية. فما قدمه الباحث عبد الله حمودي يبرز أن منطق الشيخ والمريد كبنية ذهنية له امتداد في الحقل السياسي، ويتم الاستناد إليه من اجل التصنيف بين الفاعلين وتحديد درجة ولائهم السياسي. كما ان القبيلة كبنية ذهنية ما زالت تجثم على الوعي السياسي في تدبير الحملات الانتخابية ومخرجاتها السياسية بالمغرب، وتمتد هذه البنية إلى الحقل الرياضي على شاكلة عصبيات رياضية- الإلتراس  Ultras– قادرة على التعبئة لتوسيع قاعدة المشجعين، وتنظيمهم الاجتماعي عن طريق ترسيخ قواعد وسلوكات مشتركة تميزهم عن باقي مجموعات التشجيع الأخرى.    

محاور الندوة

  • تحديدات الهوية ووقائعها.
  • الهويات في ضوء مفهوم الدولة.
  • تحويل الهويات إلى أيديولوجيات في الخطاب السياسي المعاصر.
  • الهويات في الحركات الاجتماعية المعاصرة.
  • الهويات في الحقلين الرقمي والرياضي.
  • الهويات واستخداماتها الاجتماعية .

شروط المشاركة

-تقدم الملخصات باللغة العربية وفق عدد كلمات لا يقل عن 300 كلمة، وأن تتضمن الملخصات عنوان الورقة البحثية واشكالياتها وفرضياتها والمنهج المعتمد، وكذا لائحة المراجع التي سيستند إليها الباحث بشكل موجز؛

– يرفق الملخص بمختصر السيرة العلمية للباحث التي ينبغي أن تتضمن (مدينة المشارك – رقم الهاتف –  البريد الالكتروني – الدرجة العلمية –  التخصص البحثي –  الجامعة- المنشورات العلمية للباحث، وعلى وجه الخصوص ما له صلة بموضوع اليوم الدراسي)؛ 

– رصانة البحث وعدم نشره والمشاركة به في ملتقيات وإصدارات سابقة؛

– أن يكون الملخص مرتبطًا بأحد المحاور المقترحة او متضمنا لموضوع يتقاطع مع محاور الندوة؛

– أن يحترم  الملخص و الورقة البحثية النهائية المعايير التالية: نوع الخط Traditional Arabic  بحجم 16 للمتن و14 للهامش بالنسبة للغة للعربية، أما اللغة الأجنبية فيأخذ فيها نوع الخط Times New Roman بحجم 14 للمتن و10 للهامش؛

– ينبغي ان تتضمن الورقة البحثية النهائية عدد كلمات تتراوح ما بين 4000 و 6000 كلمة، مرفقة بملخصين بالعربية والانجليزية، يتضمنان أسفلهما أبرز المفاهيم المحورية التي استخدمها الباحث.  

 معايير التوثيق

أ. توثيق المجلات

    – اسم الباحث (الباحثين) بدءاً باسم العائلة، عنوان المقالة، اسم المجلة، رقم المجلد، رقم العدد، سنة النشر. أرقام الصفحات.

ب. توثيق الكتب

– اسم المؤلف (المؤلفين) بدءاً باسم العائلة، عنوان الكتاب، الطبعة، دار النشر، المدينة، سنة النشر. الصفحة.

ت . توثيق رسالة بحثية

– اسم صاحب الرسالة بدءاً باسم العائلة، عنوان الدراسة، نوع رسالة،  اسم الجامعة،  المدينة،  السنة. الصفحة.

ث. تقارير صادرة عن مؤسسات رسمية

–  اسم الجهة، عنوان التقرير، سنة النشر.  الصفحة.

ج. توثيق  موقع الكتروني:

– اسم المؤلف، عنوان الموضوع، سنة النشر، الرابط الالكتروني وتاريخ اخر زيارة للرابط.

ح – لائحة المراجع

– ترتب المراجع والمصادر في لائحة نهائية بالتسلسل الأبجدي حسب اسم المؤلف.

 

مواعيد هامة

  • إرسال ملخصات الأوراق البحثية  قبل 20 يناير 2023؛
  • إعلان نتائج انتقاء الملخصات البحثية يوم 31 يناير 2023؛
  • التوصل بالأوراق البحثية النهائية قبل 20 فبراير 2023؛
  • تنظم الندوة يوم 4 مارس 2023؛
  • ترسل الملخصات والأوراق البحثية النهائية على البريد الإلكتروني الآتي:
  • [email protected]
  • تنشر الأوراق البحثية المقدمة ضمن عدد خاص في المجلة البحثية رهانات .

 

 

لجنة التنسيق

  • المختار بنعبدلاوي
  • حياة الدرعي
  • زكرياء أكضيض
  • عبد الرزاق بلال
  • عبد العالي صابر
  • عبد الإله الكلخة
  • محمد جليد
  • عبد اللطيف الحاجي 

 

 

خطابات الهوية في المجتمع المغربي:

الدولة والسياسة والمجتمع

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد